القولون العصبي والحمل

القولون العصبي والحمل

النساء وحسب الإحصائيات العالمية هن الأكثر عرضه لاضطراب القولون وحدوث مشاكل في وظائفه الطبيعية والأسباب متنوعة وواسعة، فالمرأة تتعرض لمشاكل نفسية وعاطفية أكثر من الرجل، والحالة النفسية للمرأة تمر بتقلبات متنوعة وكثيرة أغلبها طبيعية وهرمونية بسبب الدورة الشهرية أو بسبب الحمل ومراحله وتبعاته.. في هذه الصفحة من موقع القولون العصبي يجيب الدكتور سليم الأغبري عن تساؤلات الحوامل حول تأثير القولون العصبي على الحامل وكيفية تعايش وتعامل المرأة الحامل مع القولون العصبي وأعراضه، والمضاعفات التي قد يسببها القولون العصبي سواء لها أو لسير حملها وبالتالي جنينها، والكثير من الأسئلة والاستفسارات التي تشغل بال السيدات والحوامل حول موضوع القولون العصبي والحمل.

 

في البداية على كل حامل أن تعلم جيداً أن الحمل قد يصاحبه بعض الآلام في الأمعاء وهذا شي طبيعي، ولكن علينا أن نفرق بين الآلام الناتجة من الحمل وبين الآلام الناتجة عن مرض أخر، وهناك كثير من الأمراض التي قد تسبب في حدوث وظهور المغص والأوجاع والانتفاخات، لكن الأمر المهم هو وجود إصابة سابقة لدى المرأة بمتلازمة القولون العصبي أو تشخيص إصابتها من قبل الطبيب المتخصص فبعض النساء قد يسجل ظهور القولون العصبي عندهن لأول مرة خلال فترة الحمل، وللعلم فأن تأثر القولون العصبي بالحمل يحدث بأشكال مختلفة فقد يزداد أو يخف أو لا يتأثر بالحمل، وأسبابه غير معروفة لكن هناك عوامل تهيجه كالعصبية والضغوط النفسية والتوتر وبعض أنواع الأطعمة.

 

ترافق حدوث الحمل مع الإصابة بمتلازمة القولون العصبي قد يفاقم قلق المرأة الحامل، ويزداد هذا القلق في الثلاثة الشهور الأولى، ويتنوع قلق الحامل بين الخوف من زيادة الأعراض والآلام والخشية على الجنين خصوصاً في حالة كانت المرأة الحامل تستخدم الأدوية المهدئة للقولون العصبي، وقد يشير الأطباء على الأم الحامل بعدم ترك اغلب الأدوية، لكن كثير من الأدوية الكيميائية غير مضمونة الأثر في تفاعلاتها بعيدة المدى، بالإضافة إلى أن أدوية القولون العصبي لا تأخذ وقتها الكافي من التجريب والدراسة بسبب تسرع شركات الأدوية في طرحها وبالتالي جني المزيد من الأموال، وكثير منا يعلم أن هناك أدوية سحبت من الأسواق بعد اكتشاف أضرارها الكبيرة والغي منها اعتمادها الدولي بعد طرحها واستخدامها لسنوات طويلة كما حدث لعقار (زلماك) مثلاً.

 

ويشير الدكتور سليم الأغبري إلى أن المرأة هي أكثر من يدمن استخدام الأدوية والمهدئات سواء الخاصة بالقولون العصبي أو بالأمراض الأخرى لذلك عند حدوث الحمل فأن أول ما تبدأ القلق بشأنه هو الأدوية.. هل تستمر عليها؟.. وهل تسبب هذه الأدوية أي مشاكل للحمل والجنين؟.. أم تقوم بإيقافها؟.. وإذا تركت استخدامها كيف ستتغلب على آلام ومضاعفات القولون العصبي؟..

 

تأثير القولون العصبي على الحامل:

معاناة المرأة الحامل من موضوع القولون العصبي ليس سهلاً، فالانتفاخ والغازات  تزيد عند الحامل كثيراً وقد يلعب هرمون البروجيسترون دوراً في ذلك، فإفرازه في فترة الحمل يؤدي إلى تمدد الأمعاء وقلة حركتها وبالتالي انتفاخها وامتلاؤها بالغازات، وأغلب الحوامل تعاني من إمساك مستمر وبذلك قد تنشط البواسير أثناء الحمل وقد تسبب آلاماً شديدة أو نزفاً أثناء التبرز، والبعض الآخر من الحوامل قد تعاني من إسهال حاد، كذلك ترتكز شكوى كثير من الحوامل في حدوث آلام شديدة تشبه المغص مع ضيق النفس، وأيضاً تشعر كثير منهن بنغزات بسبب ضغط الجنين على أسفل البطن أو الحجاب الحاجز، ولكن هذه الشكاوي تختفي بعد الولادة.

 

هناك أيضاً سؤال أيضاً يتبادر إلى ذهن الكثير من المصابات بالقولون العصبي إلا وهو.. هل يمنع القولون العصبي الحمل؟.. وهل قد يسبب العقم؟.. والإجابة على هذا السؤال هو لا.. فمتلازمة القولون العصبي لا تمنع حدوث الحمل أو تسبب في حدوث العقم أو حتى تأخر في الحمل..

 

نصائح وإرشادات هامة للمرأة الحامل

يطمئن الدكتور سليم كل الحوامل ويشير إلى أن الحامل عليها أن تُدرك أن هدوئها وبعدها عن التوتر ليس معناه فقط أن تتمتع بحمل هادئ وآمن، وإنما بداية الطريق الصحيح للسيطرة والتخلص من أعراض القولون العصبي نهائياً.

 

ويجب الموازنة في الغذاء والابتعاد عن كل ما يهيج الجهاز الهضمي ويسبب له الانتفاخ وذلك بالتركيز على الأطعمة التي تثير القولون وهي (كما تحدثنا عنها في جزئية سابقة) ليست موحدة وتختلف من حالة إلى حالة أخرى، ومريضة القولون العصبي تكتسب خبرة بتجربتها الدائمة للأغذية التي تسبب الغازات أو الانتفاخ وبالتالي تقوم بالامتناع عنها خاصة فترة الحمل.

 

كما يجب على الحامل أن تحذر وتبتعد عن البرامج الغذائية التي يروج لها كثيراً فهذه البرامج الغذائية والحميات مرهقة لجسدها ولجنينها، ويقول الدكتور سليم الأغبري أنه وجد حالات كثيرة تقوم فيها الحامل (كرد فعل نفسي) بالابتعاد عن اغلب الأطعمة والاكتفاء بالأطعمة قليلة الفائدة أو اللجوء للمكملات الغذائية والفيتامينات لتعويض النقص، ويؤكد الدكتور سليم إلى أن هذه الممارسة تسبب ضرر بالغ على الأم والجنين كذلك، فالأم قد يحدث لها مضاعفات حتى بعد الولادة وقد تعاني من الدوخة والصداع الدائم، واقل ما يتضرر به الجنين هو انه يولد بوزن ناقص.

 

في الأخير على الحامل قراءة صفحات هذا الموقع والاستفادة منه وبالذات صفحة التغذية العلاجية، وفي حالة الرغبة في الاستفسار أو الاستشارة الطبية يمكن التواصل معنا عبر صفحة اتصل بنا.

القولون العصبي والحمل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى