مفاهيم خاطئة حول متلازمة القولون العصبي
مفاهيم خاطئة حول متلازمة القولون العصبي
تنتشر كثير من المفاهيم الخاطئة بين مرضى القولون العصبي، وانتشار هذه المفاهيم يتحمل مسئوليتها أطراف عديدة، فمثلاً النشاطات الاجتماعية والنقاشات التي تحدث فيها وأيضاً المواقع الالكترونية والمنتديات العربية التي يختلط فيها الحابل بالنابل وتروج على صفحاتها مواضيع غير دقيقة أو حتى مفاهيم خاطئة كلياً، كذلك قد يتحمل بعض الأطباء جزءً من المسئولية عن رواج هذه المفاهيم الخاطئة بسبب حدوث لبس في معرفتهم واعترافهم وتشخيصهم للقولون العصبي.. في هذه الصفحة من موقع القولون العصبي يتحدث الدكتور سليم الأغبري عن أهم المفاهيم الخاطئة حول القولون العصبي وأسباب انتشارها.
متلازمة القولون العصبي من أمراض العصر التي انتشرت وبدئت تظهر للسطح خلال العشرين سنة الأخيرة من القرن العشرين، ولهذا فأن هناك الكثير من اللغط يدور حوله وحول انتشاره الواسع وأسبابه الحقيقة وأعراضه العديدة والمتنوعة وحتى طرق تشخيصه، وفي المجتمعات العربية عادة ما يكتفي الطبيب بما تلقاه من معلومات خلال مراحل دراسته ولا يطور مهاراته العلمية والبحثية أو يتابع الجديد من الأبحاث والدراسات والاكتشافات، ولهذا يصبح التعامل مع مرضى القولون والأعراض المتباينة التي يسببها مشكلة عويصة، وكذلك يوجد صراع خفي بين الأطباء المختصين بالأمراض الباطنية والأطباء المختصين بالأمراض النفسية حول أسبابه ومشاكله النفسية وبالتالي مآل الأحقية والمسئولية عن متابعة المصابين به وعلاجه، ولعل السبب في هذا التخبط هو عدم وضوح رؤية موحدة لما يحدث لمريض القولون العصبي وكذلك سرعة انتشاره في المجتمعات وخوف وهلع الناس منه وإفراط البعض في استخدام الأدوية الكيميائية في محاولة للتخلص من معاناة القولون العصبي.
كل هذه العوامل ساعدت في حدوث لغط وتضارب بين عامة الناس ومرضى القولون العصبي وحتى الأطباء والمختصين، خصوصا وأن بعض الأطباء لا يشخصون الأعراض التي ذكرناها سابقاً على أنها تتبع مرض أو اضطراب القولون العصبي، بل بلغ التحامل على بعضهم بإنكار وجود ما يسمى بالقولون العصبي!..
ويشير الدكتور سليم طلال إلى أنه عايش ولاحظ كل هذه الأمور وكثيراً ما عانى منها، وطبعاً حتى لو اقتنع الطبيب أو المختص فيتبقى إشكالية اقتناع المريض المصاب بالقولون العصبي، فبسبب حدوث مشاكل وتغيرات الحالة النفسية فأن وضعه يصبح سيئاً وبالتالي اعتراف المريض بمرضه صعباً وعملية إقناعه بما يعانيه وبماهية علاجه وما الواجب علية إتباعه أو الابتعاد عنه من أصعب الأمور على الطبيب والمختص.
ومن المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين مرضى القولون العصبي بأن هناك تغذية علاجية أو غذاء معين يستطيعوا بالالتزام به والسير علية تحقيق الشفاء أو تجنب معاناة القولون العصبي، غير مدركين أن العكس تماماً هو ما سوف يجنوه على الأرجح، أيضاً بعض المرضى يعتقد بأن القولون العصبي قد يسبب الأورام السرطانية كسرطان القولون والمستقيم وهو بالطبع أمر خاطئ.
في الأخير يجب أن يقتنع المريض بأن ما يعانيه هو ابتلاء وعليه الإيمان والصبر والتوكل على الله، وأن يعلم بأنه ما من داء إلا وانزل له دواء ويبتعد قدر الإمكان عن الأدوية الكيميائية فأغلبها يُسيء له أضعاف مضاعفة بما يفيده وهذه حقيقة لا يستطيع احد إنكارها.